نوه بشجاعة واحترافية القوات السودانية في اليمن
أكد قائد القوات المشتركة الفريق الركن الأمير فهد بن تركي بن عبدالعزيز، أن ساعة الحسم في اليمن اقتربت، رغم اتساع رقعة المعركة وصعوبة تضاريسها، وعدم التزام الانقلابيين الحوثيين المدعومين من إيران بأي أخلاقيات أوقوانين.
ونوه بمشاركة القوات السودانية الفاعلة والبطولية ضمن قوات التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن، حيث تتمثل مشاركتهم في الجنوب (مضيق باب المندب والمكلا) وصولاً إلى محافظة صعدة، وفي الشمال (ميدي و الملاحيظ)، وكذلك في الجانب الأمني بمحافظة عدن العاصمة المؤقتة وفي حضرموت.
وأضاف خلال لقائه بمدينة جدة أمس (السبت) مع الوفد الإعلامي السوداني الذي استضافته وزارة الثقافة والإعلام، «ما أستطيع أن أقوله وما عرفته من أول لحظة حينما كنت في ذلك الوقت قائدا للعمليات الخاصة ونائبا لقائد القوات البرية، أن القوات السودانية ضباطا وأفرادا يتحلون بالانضباط والمعنويات العالية والاحترافية رغم أن العدو مختلف في نمط القتال، وليس ميليشيا طبيعية، إنما ميليشيا مسلّحة استولت على كامل مقدرات الحكومة الشرعية المعترف بها من المجتمع الدولي، حيث استولت على مؤسسات الدولة بكامل مكوناتها كالتسليح والتمويل والتجهيز».
وتابع قائلا: «أذكر أنه كانت تعرض بعض مقاطع الفيديوهات في وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي لضباط وجنود من الإخوة في لواء الحزم الأول، وكانت تحوز على إعجاب السعوديين وتنال أشد الإعجاب بهم».
وأشار الفريق الركن فهد بن تركي بن عبدالعزيز إلى أن العمل العسكري مازال مستمرا لتحقيق الهدف الإستراتيجي وقال «هذه هي الحرب والعدو أمامنا يحاول أن يجدد أساليبه باستمرار وهو مدعوم إقليمياً من النظام الإيراني ومن حزب الله الإرهابي ومن منظمات أخرى، ليس فقط في مجال التسليح، ولكن أيضا في مجال التقنية وفي مجال الخبرات التكتيكية والعملياتية وفي مجالات التخطيط بأكملها».
وأضاف: «في محور ميدي كانت الصدمة الكبيرة حيث كان لها وقع مؤثر ومؤلم عليهم.. وكما تعلمون أنه تم في الأسابيع الأخيرة تحرير وتطهير مديرية ميدي بالكامل ومازال التقدم مستمراً، وكانت ميليشيا الحوثي التابعة لإيران تعلق على مدينة ميدي آمالاً كبيرة، حتى قبل هذه الأحداث الأخيرة».
وقال الفريق الركن الأمير فهد بن تركي بن عبدالعزيز «وفي محور الملاحيظ وقعت أيضاً صدمة مؤثرة، ولا زال القتال صعباً للغاية نظرا لأن البيئة الجبلية في الملاحيظ مغطاة بغطاء نباتي كثيف، وبصورة قد لا يتخيلها البعض منكم، وهذا مكان مؤثر للغاية لقربه من مران ومدينة صعدة المعقل الرئيسي للحوثيين».
وأوضح «الإخوة السودانيون معنا أيضا في محور صعدة وهذا المحور مهم للغاية، ومع صعوبة التضاريس اجتمع أيضا في الأسابيع الأخيرة الطقس البارد والقارس، والأمطار التي كانت تهطل بمعدل غير طبيعي والأودية تجري كالأنهار، ومع ذلك تمكنوا من التغلب على الطبيعة والتفاعل معها والعمل هناك مشترك كما في المحاور الأخرى».
وتحدث قائد القوات المشتركة قائلا: «أعلم أن هناك بعض الأمور حصلت أعزوها لأسباب فنية وإدارية، مثل تأخر الرواتب للقوات السودانية لفترة ثلاثة أشهر، ولكنني أؤكد أن هذه المسألة قد حُلت وانتهت بالكامل ليس فقط بأثررجعي وإنما للفترة القادمة لكي لا يتكرر هذا الموضوع مطلقاً في المستقبل، لا من ناحية الرواتب أو تعويض أسر الشهداء أو المصابين».
وقال «أنا كقائد للقوات المشتركة مرتاح تماما بأن هذه المسألة الفنية والإدارية أصبحت جزءا من الماضي فهذا يتيح لنا التركيز بشكل أكبر على العمليات، وأيضا نحن نؤمن بأن الجنود لهم حقوقهم ويجب أن ينالوها، ولله الحمد أن لواء الحزم الأول أدى مناسك العمرة ولواء الحزم الثاني على وشك الانتهاء من أداء مناسك العمرة».
«التحالف» مستمر
وردا على سؤال عن مصير التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بعد انتهاء الحرب وإعادة الشرعية بالكامل إلى اليمن، أجاب الفريق الركن الأمير فهد بن تركي بن عبدالعزيز: «للحرب مرحلة أخيرة وحاله نهائية، وفي جميع أنواع الحروب هناك مرحلة الاستقرار وحفظ الأمن بعد الحرب، وهذه المرحلة هي بذات أهمية مرحلة القتال، إن لم تكن أهم، فالتحالف سوف يستمر في عمله حتى يضمن الاستقرار التام وأن الحكومة اليمنية الشرعية قادرة على القيام بالمهام المنوطة بها على أكمل وجه، هذا لا يعني أن تبقى أعداد قوات التحالف كما هي في الوقت الراهن، فمهامها سوف تتغير، فربما يناط بها مهام لحفظ الأمن أو تدريب وتأهيل وتجهيز القوات اليمنية، والمهم هو ضمان الأمن والاستقرار وأن تستطيع الحكومة اليمنية القيام بمهامها تجاه مواطنيها ودورها الإقليمي والدولي».
مخالفات الانقلابيين معلنة.. والصمت العالمي مستمر
• ألا تعتقدون أن التحالف العربي يحتاج لدعم أكبر من المجتمع الدولي للجم مثل تلك الميليشيا التي استباحت الدولة اليمنية بكل مقدراتها، وسفكت دماء شعبها، وفي الأخير أصبحت قوة غاشمة استولت على صواريخ باليستية صارت تهدد بها الجيران؟
•• «بالتأكيد، لكن لنأخذ مثالا مسألة تجنيد الأطفال، فهم لا يعملون على إخفاء الأمر، بل يتم الإعلان عنه في وسائل إعلامهم المسموعة والمرئية ووسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، كما يعلنون عنه في مهرجاناتهم المبتدعة جهاراً نهاراً، وتصوير الأطفال في تدريبهم بالسلاح وأدلجتهم، ويتم أسر كثير من هؤلاء الأطفال في ميدان القتال، كل ذلك لا تسمع عنه احتجاجا أو إدانة للأسف. الحوثي يطلق الصواريخ الباليستية بجميع أنواعها بدعم من النظام الإيراني، ويعلن صراحة أنه يستهدف مقرات مدنية ومقرات اقتصادية تخالف القانون الدولي والإنساني، ومع ذلك نجد أن الضغوطات أو الشجب للحوثي لا يتناسبان مع جرائمه، أما استخدامه للألغام والعبوات الناسفة فأنا أؤكد لك أنه شيء لم يحدث في التاريخ من قبل لا من ناحية العدد ولا من ناحية الانتشار».
وأضاف: «الأمم المتحدة لديها جهود ومنظمات خاصة لنزع الألغام، وكلنا أمل أن تقوم الأمم المتحدة بجهود أكثر فعالية لحماية الشعب اليمني والمدنيين من هذا الخطر الدائم ولكن لم نر هذه الجهود، أين هي في عملها مع الحكومة الشرعية والمساهمة مالياً أو فنياً بخبرائها لنزع هذه الألغام؟ أو حتى تحديد ووضع المسؤولية القانونية على الميليشيا الحوثية وتجريمهم دولياً؟ هناك ضرورة لتجريم هذه الميليشيا وعناصرها، نحن هنا في المملكة العربية السعودية نصنفها كمنظمة إرهابية إجرامية وليس لدينا شك في ذلك».
هذه حقيقة مفاوضات تبادل الأسرى
• لا يمكن أن نلتقي بقائد القوات المشتركة؛ ولا نسأله عن تصوره في انتهاء العمليات العسكرية؟
•• نأمل إن شاء الله أن تكون قريباً، جميعناً نعمل في هذا الاتجاه، وأنا أؤكد أنه ولله الحمد (العدو مدحور)؛ وهو في أسوأ حالته، لكنه لا يقيم وزنا لحياة البشر؛ لا رجالا ولا نساء ولا أطفالا، وسأضرب مثلاً، بآخر مفاوضات جرت بالكويت لإيجاد حل سياسي كان هناك مفاوضات لتبادل الأسرى وتسليم الجثث مع الحوثي، فيكون لدينا على سبيل المثال 100 أسير من مقاتليه، يأتي الحوثي لديه ورقة بها أسماء (10 - 20) من أسماء المحتجزين، و5 من الجثامين، يقول فقط أريد هؤلاء، والباقين لا شأن لي بهم، يأخذ فقط من على عقيدته وإيديولوجيته الفاسدة، ولا يهتم ولا يريد أن يسمع عن الآخرين شيئا، هذا شيء مثبت ومؤكد تماماً، يزج بأبناء القبائل بمختلف أعمارهم وظروفهم -وهو بكهف ما- ولا يراعي في ذلك لا ذمة ولا دينا ولا شيمة إسلامية أو شيمة عربية، لذلك العمل العسكري متواصل لأن هدفنا إعادة الشرعية وخضوع الميليشيا الحوثية لقرارات مجلس الأمن الدولي وأولها القرار 2216 وكذلك المبادرة الخليجية وآلية تنفيذها ومخرجات الحوار الوطني اليمني.
لا أحد يريد أن يلغي مكونا اجتماعيا من الشعب اليمني، لكن لن نسمح بأن يترك أمثال هؤلاء يتحكمون بمصير الشعب اليمني، نحن نشاهد حقائق وأشياء في الميدان لا يقبلها أحد، والنهاية قريبة إن شاء الله.
الحوثيون يزيفون الحقائق.. وإعلامنا شفاف
• ملاحظ أن الدعم الإعلامي للتحالف ضعيف؟
•• إعلام الميليشيا الحوثية ومن يدعمها إعلام بلا مهنية ويتجرد من كل المعايير والقيم الأخلاقية، بينما إعلامنا إعلام نزيه وشفاف محكوم بمبادئ الدولة وقيمها، ولا يمكن لدولة تحترم قيمها ومسؤولياتها أن تقوم بتزييف الحقائق ونشر المغالطات التي يظهر لاحقاً أنها كاذبة، وهذا ما تمارسه الميليشيا الحوثية.
وعلى الرغم من ذلك فإن إعلام التحالف يقوم بواجبه المهني وفضح الأجندة الإيرانية باليمن والمنطقة ودورها في تهريب الصواريخ الباليستية والأسلحة وكذلك وجود خبرائها للتدريب وإطلاق الصواريخ.
وأخيراً خلال الأشهر الثلاثة الماضية قامت العديد من وسائل الإعلام والوفود الإعلامية الإقليمية والدولية كـ«سي إن إن، بي بي سي» وغيرهما، بزيارة قيادة القوات المشتركة والحدود الجنوبية للمملكة والداخل اليمني لإطلاعهم على الحقائق وتصحيح الأفكار المغلوطة عن الأزمة اليمنية، ويقوم التحالف بتطبيق أعلى درجات التواصل مع وسائل الإعلام وكذلك الشفافية في الطرح والتعامل مع التساؤلات ويظهر ذلك جلياً بالمؤتمر الأسبوعي لقيادة القوات المشتركة للتحالف، كما أنه يتم تطبيق إستراتيجية إعلامية شاملة تتماشى مع مراحل العمليات والجهود الإنسانية التي يقدمها التحالف وتتم مراجعتها وتكييفها مع المعطيات والأحداث.
ملتزمون بأخلاق الحرب رغم استهداف الحوثيين لدور العبادة
ردا على ما شاهده الوفد الإعلامي في غرفة العمليات المشتركة، على العقيدة القتالية لدى قوات التحالف، بأن قواعد الاشتباك بها كثير من المثاليات والأخلاق، أمام ميليشيا بلا أخلاق، وكثير من الأهداف المشروعة هي محظورة أمام قوات التحالف بحسب التزامها بتطبيق القانون الدولي ما يتسبب في إطالة أمد الحرب، أجاب قائد القوات المشتركة «طبعا رأيتم نقاط عدم الاستهداف، ويتم تحديثها باستمرار وهي موجودة لدى كل القيادات، وهذا أمر مهم بالنسبة لنا، بالأمس عند الساعة 23:30 كان لدينا منصتا صواريخ باليستية رصدتهما طائرات الاستطلاع كهدف عسكري مشروع، وكنا ننوي 100% استهدافهما، لكن شاهدنا النساء والأطفال، وتم إيقاف الاستهداف والاستمرار في المراقبة للهدف حتى سمح الوضع وابتعاد النساء والأطفال عن الموقع ومن ثم تم استهداف المنصتين، وفي ذات الوقت الميليشيات الحوثية التابعة لإيران لا يتوانون عن استخدام واستباحة دور العبادة والمستشفيات والمدارس ومرافق المنظمات الدولية والكثير من المرافق المدنية لاستخدامها لأغراض العمليات العسكرية، وتموضع أسلحتهم وقواتهم بالقرب منها والمرافق الملاصقة لها، وهناك صواريخ أطلقت من مسافات 260 - 300 متر عن مواقع منظمات دولية وأممية، ولكن لا نأخذ الآخرين بجريرة أولئك المجرمين».
وأضاف: «كذلك معظم مقاتليهم الذين تم أسرهم مغسولو الدماغ تماماً، فإما يستغلون وضعهم المالي أو أنهم مؤدلجون، أو يتم التغرير بذويهم بالمال أو عبر وسائل متعددة. وللمعلومية إن أهمية سيطرتهم على مسجد أو كلية أو مرفق خدمي تمثل ذات أهمية سيطرتهم على موقع تكتيكي أو إستراتيجي، بل ربما أهم، كذلك هم يقننون الحركة بين القرى والمدن بالقرب من مناطق المواجهة من خلال تلغيم الممرات والمسارات، وهذه مشكلة سيعاني منها اليمن لفترات طويلة قادمة، وإجبار المدنيين على السير في مسارات محددة عبر نقاط التفتيش، لكن أيام الحسم اقتربت إن شاء الله من دون أن نخل بمبادئنا كمسلمين وعرب وجيوش ملتزمة بالقانون الدولي الإنساني».
الحديدة.. مصدر التهريب والتمويل للحوثي
• في ظل سيطرة الحوثيين على 3 موانئ بحرية مهمة، تمثل الداعم الاقتصادي الأول له، عبر الإمداد الشامل والتهريب، وفرضه للضرائب الباهظة، وتغوله على الإغاثات فور خروجها بمسافة قصيرة من الموانئ، بهذا الأسلوب لن تستطيعوا قطع الإمداد عن الحوثي، وإجباره للجلوس على طاولة التفاوض؟
•• طبعا ترون وتسمعون أن التحركات مستمرة، وتعرفون ما يثار حول منع السفن وغيره، وسبق أن قلت إننا طلبنا من الأمم المتحدة عدة مرات بضرورة وجودها في ميناء الحديدة وإدارته، أعتقد أن العمليات العسكرية الهدف منها تقصير أمد الصراع وأن يكون ذلك بأقل خسائر ممكنة، وأن تأخذ جميع الاعتبارات التي تسهل هذا العمل العسكري وتفادي الإضرار بالمدنيين.
ولا يخفى الأمر عليكم أن قوات التحالف في تقدم مستمر، وأن ميدي وميناءها الآن تحت سيطرة الحكومة الشرعية وبدعم من قوات التحالف وتتم إعادة تأهيلها، وأن موانئ أخرى يعاد تأهيلها من خلال رفع الطاقة الاستيعابية للواردات والسفن كميناء عدن، المخا والمكلا، ولا أرى أن الحديدة استثناء في ظل ما يقوم به الحوثي من ممارسات للسيطرة، فهي تمثل له مصدرا للتهريب والتمويل لما يسميه بالمجهود الحربي.